والروماتيزم مجموعة من الأمراض تتشابه من حيث الآلام ، وتختلف من حيث السبب وتطور المرض والعلاج وهذه المجموعة تربو على 90 مرضا ، منها ما هو كثير الانتشار ومنها النادر
ويعتبر أطباء العالم الروماتيزم أشد خطورة من السل والسرطان ، فبين كل عشرة مرضى بمختلف الأمراض مريض بالروماتيزم والنساء أكثر فيه من الرجال ، ففي مقابل كل ثلاث نساء رجل واحد وأكثر أصحاب الحرف إصابة به المزارعين وعمال المصانع والروماتيزم أكثر انتشارا في المناطق الرطبة منه في المناطق الجافة وبرودة الجو تزيد آلام المرض ولكنها لا تسبب الإصابة به
ومع أن الذين يعجزهم الروماتيزم عن العمل أكثر عددا ممن تعجزهم الأمراض الأخرى ، فإن المرض نفسه لا يعجل بموت الإنسان ، ولذلك فإن شركات التأمين لا تعتبره بين الأمراض التي تعترض التأمين
ويشكل الروماتيزم في الواقع معضلة اجتماعية ، ولكنه لحسن الحظ ليس من الأمراض المستعصية ، وقد أمكن استئصاله بالعناية والوقاية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في غضون عشر سنوات
والنوع الحاد منه يصيب صغار السن حتى العشرين ، والنوع المزمن يصيب الإنسان من سن العشرين إلى سن الثلاثين ، ومن ابتداء الثلاثين يكون الإنسان أكثر تعرضا للإصابة بالنقرس ، ومن بعد الأربعين وخصوصا عند الخمسين يصاب المسن عادة بنوع مزمن من الروماتيزم الحاد وقد تبين أن معظم أمراض القلب قبل سن الثلاثين ترجع للإصابة بالروماتيزم الحاد ولوحظ أنه يندر أن يتحول الروماتيزم الحاد إلى مزمن فالإصابة بالروماتيزم المزمن لها أسبابها الخاصة ، وهو يصيب على الأخص كل شخص يشكو من كبده أو من كليتيه أو من الإمساك
وليس الروماتيزم مرض المفاصل فقط ، بل هو مرض كل أجزاء الجسم ومنها الأعصاب وتكثر الإصابة به بين الناس المرهقين جسمانيا وعقليا ، وتزيد في الشتاء والربيع ، وتعاود المريض على أثر صدمة نفسية أو مرض في الجهاز الهضمي
الروماتيزم المفصلي العظمي:
هو أكثر أنواع الروماتيزم انتشارا وهو يصيب الغضاريف المادة اللينة الكاسية للمفصل التي تسهل حركته بحيث تصبح خشنة وتقل حيويتها والسبب ضعف التغذية في هذه الغضاريف والتغذية العامل الأساسي في بناء أنسجة وأعضاء الجسم ، البناء الذي يقاوم ما يقابله من هدم واستهلاك في هذه الأنسجة والأعضاء
فطبيعة حياة أجسامنا عملية بناء وهدم وتكون هذه العملية متوازنة في سن الطفولة وفي مرحلة الشباب : ثم تتضاءل بعد ذلك عملية البناء وتستمر عملية الهدم ولذلك تبدأ الإصابة بالروماتيزم المفصلي العظمي بعد الثلاثين وتزداد مع تقدم السن فيقل عدد الخلايا التي تغذي الغضاريف فتصفر وتتشقق وتنبري ويحس المصاب بصعوبة في القيام والجلوس وصعود السلم ونزوله والمشي مسافة طويلة كما يحس بصعوبة في ثني وفرد الركبتين إذا أصابهما الروماتيزم أما إذا أصاب أطراف الأعصاب فتنشأ عنه عقد عظيمة لا ضرر منها سوى التشويه
وقد يصيب الروماتيزم المفصلي فقرات الرقبة أو أسفل الظهر أو الفقرات الصدرية وقد يصيب كعب القدم بصورة نتوء عظمي أفقي أسفله على شكل شوكة
وكل ما يساعد على الهدم في بنيان الجسم يساعد على الإصابة بالروماتيزم المفصلي العظمي بسرعة ، مثل إصابة المفصل بكدمه شديده نتيجة الاصطدام بشيء أو إصابته بالتهاب شديد أو بكسر والسمنة إذ اتضح أن تخلل خلايا دهنية داخل الغضاريف يساعد على تشققها وتحللها كذلك ضعف الدورة الدموية وقلة إفراز الغدة الدرقية ومرض البول السكري كل هذا يساعد على الإصابة بالروماتيزم المفصلي العظمي ، وكذلك تساعد على الإصابة به الإصابة بأي مرض روماتيزمي آخر مثل النقرس والحمى الروماتيزمية
ويلعب الاستعداد الشخصي الوراثي في ضعف الغضاريف دوره الهام وكان هذا المرض فيما مضى يسبب تقاعد الشيوخ ، أما الآن فوسائل العلاج الحديثة تحول دون تمادي الأعراض إلى مضاعفات
وكلما بادر المريض إلى العلاج المبكر كانت النتيجة أفضل وإلا كانت المضاعفات مع إهمال العلاج نمو نتوءات عظمية إلى درجة تحدد حركة المفصل وتلاشي الغضاريف الكاسية للعظم بحيث تصعب حركة المفصل