عفوا ليست قلة
ذوق ولكن أعرض موضوعا طالما ناقشه الكثيرون وبما أنني أحب مواجهة الحقيقة
كما هي أو هكذا أعتقد حاولت أن أعرض هدا الموضوع الذي اصله من تراثنا
الجميل لكنه أنتهج نهجا آخر أو حرف فلايجب علينا أن ندفن رؤوسنا في التراب
ظنا منا أننا سننجو من بعض التصرفات الخاطئه والخطيره على المراهقين بالذات
فسأسرد لكم القصه كمانتخيلها
الكل يترقب قدومها ... فقد دب العطش في أرواحهم ... رغم إنهم تناولوا وجبة
عشاء دسمة بكافة المشروبات و العصائر وحتى المناديل المعطرة ... البيت
العربي الكبير المكتظ بالبشر تزين سماءه سحب السجائر وحكايات ألف ليلة و
ليلة من ليالي ( الصوب ) .
ها قد أتت ... تمشي بخطوات كلها رقة و عذوبة ... ملابسها شفافة جداً يقودها
بفخـــر المايسترو البطل صاحب (الشنة الحمراء ) والذي قام بجلبها لكي تبيع
أنفاسها وجسدها هنا... والذي يظن بغرور أنه قد جلب معه مصباح علاء الدين
...
صاح أحدهم :
قولو للسلطان تهنه ... جبناله نقراش الحنه
هذه السيدة لا تعرف نقراش الحنة ولا تعرف من يكون السلطان ... أنها هنا
لجمع الأموال ... والنيل من بعض الرجال ... بدأت ( الشتاوي ) تتساقط من هنا
و هناك ... الكل يريد أن يسحبها إليه كي تهز جسدها أمامه ... وهي لا تقترب
إلاّ من الذي ينتحر و يتخبط ويسيل عرقه عند أقدامها ... تنظر هنا و هناك
...تذهب تارة للشباب وتارة أخرى تقترب من ( الشياب ) ... ولأنها ليست ليبية
الأصل ... فهي أحياناً ترسب في عملية الرقص الليبي لأن ( الوحدة و نص ) هي
مدرستها الأولى ... دخلت يوماً هذه البلاد من شرقها لترقص على أوتار (
الكشك ) لتكسب المال بأسرع الطرق .
هاهي في المنتصف ... تدور و تدور حول نفسها ... الكل ينظر إليها بشبق
...فهي شبه عارية ... ورغم ما هي فيه من عهر إلاّ أنها مغرورة جداً وكأنها
تقول لهم بأنني شريفة جداً ... ولا أحد يستطيع القرب مني ولا حتى ملامستي
... انقطعت الأنوار فجأة بسبب الحمولة الكهربائية ... فأسراب الزينة و
الأضواء كانت تنير ذلك الشارع ... علت الأصوات لدقائق ... عادت الأضواء ..
لم تعد الفاتنة موجودة ... اختفت في الظلام ... حيث أنها اتجهت مع أحد
الحاضرين الذي كان يترصدها منذ قدومها لتمارس مع حضرته الرقص على أوتار
الفسق .. بينما يقوم صاحب الشنة الحمراء بالبحث عنها في ملابس الحضور