الثائر محُــب نشيـــط
الدولة : الهواية : الجنس : المزاج : عدد المساهمات : 477 معــدل التقييـــم : 4 تاريخ التسجيل : 28/06/2010 MY MMS :
| موضوع: المصير العربي في مواجهة التحديات الراهنة الأربعاء يوليو 07, 2010 9:22 pm | |
| المصير العربي في مواجهة التحديات الراهنة
الأطماع الصهيونية تتطلب مواجهة قومية فاعلة إن التحديات التي تواجه أمتنا العربية كثيرة ومتشعبة بعضها تعود جذوره إلى عهود سابقة وبعضها الآخر وليد التطورات الراهنة وفي كلا الحالتين الأسباب واحدة ترجع إلى الأطماع الاستعمارية بأرضنا وثرواتنا ومواقعنا الإستراتيجية وأبرز هذه التحديات تتمثل في خلق الكيان الصهيوني في قلب وطننا العربي. وليس من الصعب أن تتنبأ بالمصير العربي من خلال مواجهة العرب فرادى أو جماعات للتحديات الراهنة التي تتهدد هذا المصير في وجوده ومستقبله، فالمواجهة منذ نكبة فلسطين 1948 لم تكن على مستوى تلك التحديات وخطورتها، فالأنظمة مشتتة ومتفرقة وعاجزة ولذا فهم دائماً متخلفون عن اللحاق بركب الأحداث المتسارعة التي تجري عكس مصالحهم فإذا أردنا أن نحدد السمة الجامعة لتلك التحديات لأمكننا أن نجملها بما يلي: هجمة صهيونية استعمارية على العرب أرضاً وحضارة ومؤسسات ومجتمعات لإلغائها جميعاً لمصلحة الاستعمار والصهيونية. وإذا أردنا أن نحدد السمة الجامعة للقصور العربي في مواجهة تلك التحديات يمكن إجمالها بما يلي: تخلف في الوطن القومي وترسيخ الانتماء الكياني على حساب الانتماء القومي العام وهو ما أدى بالتالي إلى تناقص بين المصلحة القومية العليا ومصالح الكيانات وأنظمتها وذلك ما يسعى إليه الاستعمار لإبقاء الشعب العربي والوطن العربي في حالة من التجزؤ والتشرذم والتقسيم وبالتالي الجهل والتخلف لكي يضمن بذلك ديمومة سيطرته وتحكمه بمقدرات الشعوب العربية وهذا ما حث الطامعين الاستعماريين إلى إرسال اللجان للبحث والاستقصاء من أجل إيجاد المنافذ لأبناء الوطن العربي على تجزئته وتخلفه وتبعيته. وما صدر من تقرير لجنة بنرمان سنة 1907 يلقي الضوء على النوايا الإمبريالية والصهيونية وما ألحقته من أذى ودمار في هذا الوطن. كانت مهمة هذه اللجنة التي شكلها رئيس حزب الأحرار في بريطانيا كامبل بنرمان الذي كان رئيساً للحكومة البريطانية من عدد من المؤرخين والعلماء في الاختراع والجغرافيا والاقتصاد والنفط والزراعة وضمت أساتذة من الجامعات الأوروبية الغربية هي مسح شامل للوطن العربي جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً واختراع السبل والوسائل التي تحقق مصالح الإمبريالية على المدى التاريخي الطويل. وقد أقامت هذه اللجنة في الوطن العربي فترة كافية من الزمن وخلصت بعدها إلى تقرير خطير صدر سنة 1907 ويمكن إجماله بما يلي: أكد تقرير بنرمان على أن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للمصالح الإمبريالية الآنية والمستقبلة وأنه لا بد من أجل نجاح أية خطة تهدف حماية هذه المصالح المشتركة من السيطرة على هذا البحر وعلى شواطئه الجنوبية والشرقية، من يسيطر على هذه المنطقة يستطيع أن يحكم العالم أجمع. وحدد التقرير الأخطار على المصالح الإمبريالية فقال إن منبع الأخطار هو الأرض العربية فعلى الساحل الجنوبي للمتوسط من الرباط إلى غزة وعلى ساحله الشرقي حتى مرسين وأضنة وعلى الجسر البري الضيق الذي يصل آسيا بأفريقيا والذي تمر فيه قناة السويس، شريان حياة أوروبا وعلى جانبي البحر الأحمر وعلى طول ساحل المحيط الهندي وبحر العرب حتى خليج البصرة حيث طريق الهند في هذه المنطقة الحساسة تعيش أمة واحدة تتوافر لها من وحدة تاريخها ودينها ووحدة لسانها وآمالها كل مقومات الوحدة والترابط وتتوفر في أهدافها التحررية وفي ثرواتها الطبيعية وفي كثرة تناسلها كل أسباب القوة والتحرر والنهوض. ثم يتساءل التقرير كيف يكون وضع هذه المنطقة إذا توحدت فعلاً آمال أمتها وأهدافها وإذا اتجهت هذه الرقعة كلها في اتجاه واحد؟؟؟ ويتسائل تقرير لجنة بنرمان أيضاً: وماذا لو دخلت الوسائل الفنية الحديثة وإنجازات الثورة الصناعية إلى هذه المنطقة؟ وماذا لو انتشر التعليم في أوساط هذه الأمة؟ وما الذي سوف يحدث إذا ما تحررت هذه المنطقة وتمكنت من استغلال ثرواتها الطبيعية من قبل أهلها؟ بعد ذلك يضع تقرير لجنة بنرمان التوصيات لتلافي هذا المصير فيقول: إن الخطر على كيان هذه المنطقة في تحررها وتوحيد اتجاهات سكانها وفي تجمعها واتحادها حول عقيدة واحدة وهدف واحد ولذلك فإن على الدول ذات المصالح أن تعمل على استمرار وضع المنطقة المجزأة المتأخر كما هو وأن تعمل على إبقاء شعبها على ما هو عليه من تفكك وجهل وتأخر وأن تعمل على محاربة اتحاد جماهير المنطقة ومنع ترابطها بأي نوع من أنواع الترابط الفكري أو الروحي أو التاريخي وأن تعمل على إيجاد الوسائل العلمية القوية لفصلها عن بعضها ما أمكن. وكوسيلة أساسية مستعجلة لدرء الخطر عن الإمبريالية العالمية أوصى تقرير لجنة بنرمان بضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي عن الوطن العربي عن الجزء الآسيوي واقترح من أجل تحقيق ذلك "إقامة حاجز بشرى قوى وغريب على الجسر البري الذي يربط آسيا بأفريقيا ويربطها معاً بالبحر الأبيض المتوسط بحيث يشكل (الحاجز) في المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقة للإمبريالية وعدوة لجماهير المنطقة. وكان هذا الحاجز بالفعل هو دولة الكيان الصهيوني". إن تقرير لجنة بنرفان هو الحقيقة العارية بصدد قضية فلسطين خصوصاً وبصدد قضية العرب عموماً فليس ثمة إبراهيم ولا إسحق ولا يعقوب ولا وعد إلهي وإنما المصالح الجشعة التي يجب خدمتها وحمايتها حتى الجرائم العادية. فلم يكن وعد بلفور الذي صدر عام 1917 سوى إشارة إلى التبني العلني الرسمي لتوصيات لجنة كامبل بنرمان. أما اتفاقات سايس بيكو الإنكليزية الفرنسية (1916) والتي قطعت أوصال الوطن العربي أرضاً وسكاناً فكانت بمثابة الالتزام الواقعي بتوصيات اللجنة والتنفيذ العملي لمضمونها، وعلى أي حال فقد جاء في تقرير الهيئة التنفيذية للمنظمة الصهيونية عام 1921 ما يلي: "إن القيمة الإستراتيجية لفلسطين في نظرة الإمبراطورية البريطانية هو الذي كان له الوزن الراجع عن إصدار وعد بلفور". وما زال الخطر الإمبريالي الصهيوني إلى الآن يمعن في إثارة الفتن العرقية والإثنية والطائفية والمذهبية لتفجير الصراعات والحروب الأهلية والإقليمية التي تنتهي إلى تفكيك الأنظمة والدول وتقسيمها إلى دويلات صغيرة. والفتن الطائفية والمذهبية العربية التي أثارتها الإمبريالية الصهيونية في الوطن العربي أكثر من أن تحصي هدفها تقسيم الوطن العربي والقطر العربي الواحد إلى دويلات أو كانتونات صغيرة وهي ما زالت تفعل ذلك وتحاوله في كل قطر على حدة بهدف إحكام سيطرتها وهيمنتها على الوطن العربي، كذلك فإن الحملات الإعلامية المحمومة الأميركية والغربية ضد بعض الأنظمة العربية، كذلك إثارة المشاكل الحدودية بين هذا القطر العربي وذاك، كذلك إثارة الخلافات العشائرية والقبلية والطائفية والمذهبية في مصر ولبنان وغيرهما بنسب متفاوته ولكنها تذكيها وتعمل على تفجيرها لتأخذ شكل حروب أهلية واقتتال داخلي مدمر حتى تفتت هذا الوطن العربي إلى مزيد من الدويلات الصغيرة التي لا قيمة لها ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها وعن جماهيرها وعن مصالحها ولا تستطيع أن تحمي أمنها واستقرارها واقتصادها ولتظل ضعيفة وبحاجة إلى صانعيها وقابلة بهيمنتهم عليها وعلى قدراتها. إنها سياسية التمزيق والتفتيت ومحاولات سحق الشعوب والأمم والعودة بالتاريخ إلى عصور المشاعية والقبلية والهمجية بعيداً عن أي شكل من أشكال الحضارة الإنسانية التي تراكمت عبر مئات القرون وآلاف السنين وجماهيرنا العربية من المحيط إلى الخليج مدعوة للتنبه والحذر من المؤامرات الإمبريالية الصهيونية الهادفة إلى تمزيق وشرذمة الوطن العربي وإغراقه في بحور من الدماء الناتجة عن الحروب الأهلية العشائرية قبلية مذهبية طائفية. إن النضال من أجل تحرر ووحدة وتقدم الأمة العربية ليس شعاراً آنياً أو إنه شعار استهلاكي إنه الطريق الحتمي والوحيد لتأكيد حضور أمتنا العربية في وجه الحضور الإمبريالي الصهيوني وهو السبيل الوحيد للحفاظ على أمتنا من الاندثار والزوال. إن وحدة المصلحة بين الجمتاهير العربية على امتداد الوطن العربي وبين التطلعات القومية هي أمر ثابت وأكيد ولكن الذي يؤثر على بروزها ما تعانيه هذه الجماهير من تخلف في الوعي القومي وعقدة الكيانية وطغيان الأنظمة وقصورها القومي. إن قضية فلسطين هي المعيار الأساس لنمو وعينا القومي فبقدر ما نكون جادين في إنقاذها من براثن الصهيونية نكون واعين حقيقة لوجودنا القومي طامحين فعلاً إلى تحقيق كياننا القومي. لأن التناقض القائم بين مشروع الوطن القومي العربي الممتد من المحيط إلى الخليج والذي يمكن أن تكون نواته أي كيان من الكيانات المتناثرة على طول الأرض العربية وعرضها، وبين مشروع الوطن القومي اليهودي المتد من النيل إلى الفرات والذي لا بد أن تكون نواته دولة إسرائيل القائمة حالياً على أرض فلسطين، إنما هو تناقض جذري ومصيري لا يمكن مواجهته إلا بإنجاز أهداف الأمة العربية في التحرر والوحدة حتى نعبر مآسي حاضرنا إلى مستقبل نساهم في وضع لبنات أساساته بمقدار ما نملك من إرادة وقوة في تغيير هذا الواقع بمقدار ما يكون المستقبل أكثر إشراقاً ووعينا أكثر نضجاً. إن الضرورة تحتم علينا أن نعود إلى تاريخنا ونتواصل معه ونستنبط عبراً ودروساً تكون لنا مناراً وحافزاً حتى لا نكون أمة قد هجرت ماضيها فتاهت في حاضرها وضيعت مستقبلها قبل أن تكون وضعت أقدامها على طريقه، لنا ثقة بأمتنا العربي وبنهضتها وبأنها لن تكون أمة مقطوعة الجذور كما تريدها الإمبريالية والصهيونية. إن للنصر والهزيمة في حياة الأمم مقياساً تاريخياً واحداً يصلح لكل زمان ومكان فالأمة تنتصر عندما تحقق الأهداف العظمى التي تسعى إلى تحقيقها سواء تم ذلك بواسطة الحرب أم بدونها، والأمة تهزم عندما تتخلى طوعاً أو كرهاً عن حقوقها وأهدافها وتسلم لعدوها، لأن الأمم لا تؤخذ ولا تهزم إلا من داخلها وكذلك هو حال الأفراد والجماعات فاحتلال جزء من أراضي الأمة المستهدفة أو حتى كلها لا يعني انتصاراً تاريخياً ويبقى حالة مؤقتة ما لم يأخذ الأمة من داخلها بعد أن يقنعها بالتسليم له أو يبيدها عن بكرة أبيها. فإن المآسي بدورها هي المحك الصحيح لأصالة الأمم وعراقتها والمختبر الحقيقي الذي يختبر طاقاتها وقدراتها ويكشف عن ملكاتها ومواهبها وبين مدى استعدادها للحياة وقابليتها للتطور وأهليتها للبقاء والديمومة فكم من أمم بزغت بزوغاً باهراً من ظلمات المآسي الكبرى التي خيمت فوقها ردحاً من الزمن، وكم من شعوب كانت مآسيها العظمى اللهيب القدسي الذي طهرها من كل ما علق بها عبر مسيرتها الوجودية من علل التفسخ والفناء، وكم من أوطان انبعثت خلقاً جديداً من بين أخطر مآسيها، بل إن الأمة العربية ذاتها قد مرت عبر تاريخها المديد بالعديد من المآسي الرهيبة التي كادت أن تؤدي بها إلى الهلاك والتي خرجت منها وهي أكبر قدرة وأشد قوة وأعز مقاماً. إن مأساة العرب المعاصرة بلا شك فلسطين مأساة قومية إنسانية جامعة ذات وضع فريد متميز بين المآسي المعاصرة للشعوب والأمم، فالشعب العربي عانى معاناة مرة من كل صنوف الاستعمار والاستبداد والاستغلال ويخضع خضوعاً مزرياً لأفظع عمليات التفريق والتمزيق والتفتيت وتمارس عليه بشكل وحشي أغرب أنواع التقتيل والإبادة والتعذيب والتشريد وتجرب فبه بفظاظة أبشع أساليب الإفقار والعوز والتجويع والحرمان ويتعرض تعرضاً مستمراً لأحط ضروب التواطؤ والتآمر والغدر والخيانة من الخارج والداخل على السواء ولكن الأمل في الغد المنشود هو في أن يستيقظ هذا الشعب العربي يقظة كلية تامة على واقعه الراهن فيعيه ويتمرد عليه ويتحداه ويجابهه ويهيمن عليه وهذا التحول لن يتم إلا بمسيرة جد مضنية وثورة جد معجزة ومضي لن يصير إلا بواسطة روح قومية حرة ووجدان إنساني مرهف وعقل مبدع خلاق. وهذه هي سنة الشعوب الحية والأمم المتجددة أن تتبدل من حال إلى حال وتتحول من طور إلى طور وتمضي من حضارة إلى حضارة. ومأساة العرب المعاصرة وهي قضية فلسطين وهو الوجه الشاذ الذي صنعته صنعاً مهيناً قوى الشر والظلم والعدوان هو القدر المهين الذي رسم بقوة وعمق للأمة العربية مستقبلها القريب والبعيد بعد أن جمع بين يديه خيوط حاضرها وماضيها. وبديهي أن يكون هناك تناسب طردي بين الأمم من جهة ومآسيها من جهة أخرى، فالأمم الضخمة العظيمة تكون مآسيها ضخمة عظيمة جليلة، كذلك فالمآسي الضخمة الجليلة تكون عادة من نصيب الأمم الضخمة العظيمة وتكون الدليل البليغ على ضخامة هذه الأمم وعظمتها. ولنعمل بقول الله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} فهل كثير علينا إذا فعلنا ما نؤمن به؟ | |
|
الفاخري
الدولة : الهواية : الجنس : المزاج : عدد المساهمات : 3078 معــدل التقييـــم : 57 تاريخ التسجيل : 20/02/2010 MY MMS :
| موضوع: رد: المصير العربي في مواجهة التحديات الراهنة السبت يوليو 10, 2010 8:15 pm | |
| لا والله هدا حقنا فالوطن العربي اصبح مستهدفا على جميع الأصعده وبطرق مختلفه والمشكله ان كل الشعوب العربيه تعلم هده الحقيقه لكنها نتيجة لتشردمها لاتستطيع تغيير الواقع لأن جل روؤسائها وملوكها وأمراءها مصيرهم ليس بأيديهم وهم يتحركون بأيعازات خارجيه ماتت فيهم النخوه والشهامه الا من رحم ربي فأصبحوا قوم تبع وانفرد بهم الأعداء كل على حدى ولم يتعضوا من الأحداث التي مرت عليهم في السنوات الأخيره فهم لم يعيرون أهتماما لما يحدث لتشبثهم بكراسيهم وعروشهم الخاويه بارك الله فيك أخي الفاضل لأثارة هدا الموضوع وشكرا لك.
عدل سابقا من قبل الفاخري في السبت يوليو 10, 2010 9:32 pm عدل 1 مرات | |
|
الثائر محُــب نشيـــط
الدولة : الهواية : الجنس : المزاج : عدد المساهمات : 477 معــدل التقييـــم : 4 تاريخ التسجيل : 28/06/2010 MY MMS :
| موضوع: رد: المصير العربي في مواجهة التحديات الراهنة السبت يوليو 10, 2010 9:11 pm | |
| نعم اخي الفاخري فذا هو المصير العربي | |
|