الماسة
الدولة : الهواية : المزاج : عدد المساهمات : 1226 معــدل التقييـــم : 2 تاريخ التسجيل : 17/01/2010
| موضوع: رسـآلة .. قبل ان تختم القــرآن .. تدبر وتفكر ! الإثنين أغسطس 23, 2010 7:26 am | |
| بسم االله الرحمن الرحيم
كثير من يسعى على ختم القران قبل انتهاء الشهر المبارك
ولكن لي وقفه لكمْ اخواني اخواتي
..~ ماهو الافضل للمسلمٍ ..~
ان يختمٍ القران اكثر من
مرهـ في هذا الشهر ويعتبر هذا نشاط وفرح بختمه للقران ..؟
او انه يختمه مرهـ واحدهـ ولكن بالتدبر والتفكر في الايات والوصول الى معجزات الله عز وجل في اياته ..؟
احبائي ماهو الهدف من قراءتك
لـ القران وختمه ..؟
هو ان التدبر والتامل في كلام الله عز وجل والتامل في معجزاته والتامل في كلامه .. وليس فقط مجرد قراءهـ ..!
لـ نبحر سويا في ايات
التدبر يقول الله عز وجل ..
1-{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } النساء82
2-{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } محمد24
3- { فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } الاعراف176
4- { كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يونس24
5-{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الرعد3
6- { يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } النحل 11
كما نرى اهمية التدبر والتعقل والاتفكر في ايات الله ’,
فـ القران
ثواب قراءته كبير ’, فـ الحسنه بعشر امثالها كما اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرا حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر امثالها لا اقول (الم) حرف ولكن : الف حرف ولام حرف ، وميم حرف ) . (صحيح الجامع 6469)
فـ مثلا اللذي يقرا الايه وهو يعرف معناها ’, ويشعر في الخشوع ويبكي من خشية الله اثناء تلاوته ’,
’ ام الذي يقرا كانه يقرا كتاب عادي او يتصفح
جرائد ولا يعلم مايقصد من الايه ’,
فالقران معجزهـ من معجزات الله لذا يجب ان نقراه وفي كل ايه مع التدبر تشعر بـانه كلام الحق فـ يزيد ايمانك ويقينك بالله ’,
الله عز وجل حثتنا على التدبر والتفكر في اياته وكلماته ..!
جعل الله وياكم بـ من يتدبر القران ويقراهـ قراءه التدبر والتامل ب
معجزاته ’, ورضى الله علينا اجمعين ..
كتب الله لنا الاجر في قراءة القران الكريم وجميع أعمالنا ’,
وتقبل الله منا ومنكم
..
اللهم اجعل اعمالنا كلها صالحه وخالصه لوجهك الكريم [ اللهم امين ] ..!
مما تصفحت وأحببت ان انقله لكم ..., | |
|
الفاخري
الدولة : الهواية : الجنس : المزاج : عدد المساهمات : 3078 معــدل التقييـــم : 57 تاريخ التسجيل : 20/02/2010 MY MMS :
| موضوع: رد: رسـآلة .. قبل ان تختم القــرآن .. تدبر وتفكر ! الإثنين أغسطس 23, 2010 7:39 am | |
| اللهم آمين جزاك الله خيرا وبارك فيك وأثابك وكل عام وأنت بخير
| |
|
سيلينة ليبيا محُـــب فضـــي
الدولة : الهواية : الجنس : المزاج : عدد المساهمات : 1796 معــدل التقييـــم : 7 تاريخ التسجيل : 17/04/2010 SMS : ما احلى الحريه MY MMS :
| موضوع: رد: رسـآلة .. قبل ان تختم القــرآن .. تدبر وتفكر ! الثلاثاء أغسطس 24, 2010 11:29 am | |
| | |
|
r69 مشـرف المنتديات العامــة
الدولة : الهواية : الجنس : المزاج : عدد المساهمات : 671 معــدل التقييـــم : 10 تاريخ التسجيل : 08/08/2010 MY MMS :
| موضوع: رد: رسـآلة .. قبل ان تختم القــرآن .. تدبر وتفكر ! الأربعاء أغسطس 25, 2010 4:41 am | |
| بارك الله فيك اختي الماسة وجعله الله في ميزان حسناتك مودتي | |
|
DODE محُـــب برونــزي
الدولة : الهواية : الجنس : المزاج : عدد المساهمات : 955 معــدل التقييـــم : 15 تاريخ التسجيل : 24/07/2010 SMS : لك احترامى حتى وان قل كلامى فما فى قلبى قد يعجزان ينقله لك لسانى MY MMS :
| موضوع: رد: رسـآلة .. قبل ان تختم القــرآن .. تدبر وتفكر ! الأربعاء أغسطس 25, 2010 11:50 am | |
| ]b]الفاضلة : الماســـــــــــــــة [/b] (( بلســـــــــــــــــــــــان عربى غير ذى عوج )) من هنا يبداء الحديت : لسان عربى .. اذا الامر يتطلب الفقه العربى وعلوم الصرف حتى يستكمل التدبير والتأمل المربوط بما ذكرتى من ايات وما هو متصل بأيات ونصوص قرآنية اخرى . الأعجاز القرانى بداء بمخاطبة قوم يجيدون صنوف ومقردات الكلام ولعل قصائدهم واشعارهم التى تواردت بالاف الابيات وسرعة البديهة لم تك وليدة الصدفة ولم يك اولئك القوم بالجهلة بمعنى جهل اللغة بل جهلهم بملكوت وقدرة ووحدانية الله عز وجل وعندما حدثت المعجزة ونزلت النبوة على سيد الخلق ( صلى الله عليه وسلم ) كانت اول مفردات القول والوحى هى ( اقرأ ) وهنا عندما تجمدت اوصال نبى الحق شفيع الامة وهو الأمى لم يكن الوحى ليقول له اكتب بل كان القول اقرأ .وكلمة اقرأ مصدرها ( قرأ) وهى تتكون من ثلاثة حروف القاف للثبات والراء للالتزام وهى محصورة فصارت التزاما محصورا لا خروج عنه والهمزة للامتداد المتصل .فعند قراءة الكلمة لابد منمن جميع حروفها وحركاتها؛ من أول حرف إلى آخر حرف أولاً، قبل القراءة، ثم الالتزام بهذه الحروف وعدم الخروج عنها ب زيادة أو نقصان، ثم العودة إلى الابتداء بأولها وتواصل في لفظ جمع حروفها حتى تنتهي منها،وبذلك تكون قد قرأت الكلمة على الوجه الصحيح ثبات - التزام - امتداد متصل واستمرار .فبعد الانتهاء من التثبت ترجع للابتداء مرة أخرى وعلى ذلك كان الاختلاف في تفسير "ثلاثة قروء" ؛ من بداية الطهر الأول إلى بداية الطهر الثالث، أم من بداية الحيضة الأولى إلى بداية الحيضة الثالثة ؛ لأن ما انتهيت منه تبدأ بأوله مرة أخرى ولكن هل تعنى كلمة اقراء قراءة ما هو مكتوب فقط ام ان لها معانى اخرى ؟ في سورة العلق مثلا نلاحظ في قوله تعالى "اقرأ باسم ربك الذي خلق" استعمال لفظة "اقرأ" ونحن نعلم ، من خلال السيرة النبوية، أن رسول الله صلى الله وسلم لم يكن يعرف الكتابة وفك رموزها ولا القراءة ... فما معنى "اقرأ" في سورة العلق؟ وما سر القلم فيها ؟ وماذا يقراء ؟ والقراءة نعرف انها من الكتب ؟ وضحت فى الاسطر السابقة فك رمز كلمة اقراء والان مادة (( كتب)) وهى مكونة من ثلاثة حروف - الكاف للرجوع - والتاء للتراجع وهي محصورة؛ فهي لحصر التراجع ومنعه - والباء للظهور والخروج فما نكتبه نكتبه لأننا نريد الرجوع إليه مرة أخرى، ولو لم يكن هناك حاجة للرجوع إليه فلا داعي لكتابته،ولأن ما يحدث يكون حاضرًا وقت حدوثه، ولا يدوم على نفس الحال، فيبدأ بالتراجع يومًا بعد يوم إلى أن ينسى، ويصعب تذكره وتذكر تفاصيلهبعد مدة طويلة، وقد يرتبط بإثبات حقوق الناس فتضيع إذا لم يحفظ ما يثبت حقوقهم؛ فبالكتابة يتم منع هذا التراجع بهذا الحفظ بكتابة ما حدث. وكلما أردنا الرجوع لما في المكتوب؛ نخرجه ونظهره ليكون شاهدًا حاضرًا لما حدث بكل تفاصيله التي نحتاج إليها، فنحن نرى ان كل حرف قد أدى ما يراد به في عملية الكتابة. وعلى ذلك فالكتاب هو المرجع الذي نحتاج إليه ليحفظ لنا ما تمت كتابته، ونخرجه ونظهره كلما كانت هناك حاجة إليه؛ لإثبات حقوق، أو علم، أو تفاصيل أحداث، أو حسابات، أو أي شيء آخر كتب الكتاب لأجله، فيكون الحكم فينا الذي لا ترد شهادته. وقراءة الكتاب؛ هو إظهارٌ وإعلامٌ بما فيه للانتفاع به، فلو عجزنا عن القدرة على قراءته؛ لذهبت المنفعة من كتابته. وطريقة كتابة الكتاب وثبيت ما نريده فيه يكون بالقلم فالقلم هو كل وسيلة نثبت به ما نريد كتابته على أداة تحفظ المكتوب والقلم مكون من ثلاثة حروف؛ - القاف للثبات - واللام للقرب والإلصاق ، وهي محصورة ، فيكون الالتصاق محصورًا فيدل على التصاق مع الحركة التي ليس فيها التصاق - واللام للإحاطة والغلبة فعند الكتابة لا بد من تثبيت القلم على لوح من الورق مثلاُ، والحبر الذي يخرج من القلم يثبت أيضًا على الورق، والقلم يتحرك على الورقة، وهو ملتصق بها، والحبر الذي يخرج من القلم يلتصق بالورق وينحصر بين فراغات الورق، وما يكتب بالقلم؛ يحيط بالورقة ويغلبها على نفسها؛ فعندما أعرض عليك ورقة بيضاء ليس عليها كتابة ، وأسألك: ما هذا؟ فتسقول ورقة، أو ورقة بيضاء. وبعد كتابة "بسم الله الرحمن الرحيم" عليها، وأسألك: ما هذا؟ فستقول بسم الله الرحمن الرحيم، وتنسى أن البسملة مكتوبة على الورقة، ولا تهتم بلونها ولا نوعها، وكأن السؤال أمر لا أهمية له، وغير متوقع حدوثه، ويصبح الظهور والبروز والغلبة هو للمكتوب وليس للمكتوب عليه. وهذا هو ما يحدثه القلم. وقد ورد أن اللوح المحفوظ يكتب بأقلام من نور وعلى ألواح من نور ... وكان ذلك لا يتصور كيف يحدث في الماضي فيما مضى وكتابتنا اليوم على الشاشات هو كتابة بالنور وعلى شاشات من النور . والقراءة تكون للمكتوب مما على ما كتب عليه مباشرة، وتكون مما حفظ بالقراءة سابقًا بفعل النفس، أو السماع من الآخرين في قراءتهم، أو عد ما يقولونه كان من قراءة سابقة مهما تسلسلت عملية نقل المقروء بالسمع والقول باللسان . فعملية القراءة هي الرجوع للمكتوب بإعادة الابتداء به إلى الانتهاء منه كلمة كلمة، والقراءة تكون لما حفظ بعد السمع بالرجوع إلى ما حفظ في الذاكرة وكأنه مكتوب في لوح أمام العين.
ما هو الأفضل قراءة القرآن دون تدبر أم قراءته بتدبر ؟ لا يشك عاقل في أن الأفضلية هي لقراءة القرآن بتدبر وللتدليل على هذا : قيل للسيدة عائشة رضي الله عنها: إن أناسًا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثًا ، فقالت: قرؤوا ولم يقرؤوا ، كان رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- يقوم ليلة التمام فيقرأ سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله تعالى ورغب، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ. (1) وسأل رجل زيد بن ثابت: كيف ترى قراءة القرآن في سبع؟ فقال زيد: حسن، ولئن اقرأه في نصف شهر أو عشرين أحب إليَّ لكي أتدبره وأقف عليه.(2) __________
(1) أخرجه الإمام أحمد ، وأبو يعلى ، وابن المبارك في الزهد. (2) مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر , ص (149). ويضيف الإمام ابن القيم في كتابه زاد المعاد فيقول : وقد اختلف الناس في الأفضل: الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة، أيهما أفضل... على قولين: فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها. واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه، كما قال بعض السلف: نزل القرآن ليعمل به، فاتخذوا تلاوته عملاً، ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به، والعاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم. وقالوا: ولأن الإيمان أفضل الأعمال، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يُثمر الإيمان، وأمامجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر، فيفعلها البرُّ والفاجر، والمؤمن والمنافق، كما قال النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-:«ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر» [رواه البخاري].
والناس في هذا أربع طبقات : الأولى: أهل القرآن والإيمان، وهم أفضل الناس. والثانية: من عَدِم القرآن والإيمان. والثالثة: من أُوتي قرآنا، ولم يُؤت إيمانًا. والرابعة: من أُوتي إيمانًا ولم يؤت قرآنًا. قالوا: فكما أن من أُوتي إيمانًا بلا قرآن أفضل ممن أُوتي قرآنًا بلا إيمان، فكذلك من أُوتي تدبرا، وفهمًا في التلاوة أفضل ممن أُوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر. وهذا هدي النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية حتى الصباح. وقال أصحاب الشافعي رحمه الله: كثرة القراءة أفضل، واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم-:«من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» [رواه الترمذي]. قالوا ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة، وذكروا آثارًا عن كثير من السلف في كثرة القراءة. والصواب في المسألة أن يُقال: إن ثواب الترتيل والتدبر أجلّ وأرفع قدرًا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددًا، فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبدًا قيمته نفيسة جدًا، والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عددًا من العبيد قيمتهم رخيصة، وفي صحيح البخاري عن قتادة قال: سألت أنسًا عن قراءة النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-، فقال: كان يمد مدًا. وقال شعبة: حدثنا أبو جمرة، قال: قلت لابن عباس: إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت فاعلاً ولابد، فاقرأ قراءة تُسمع أذنيك ويعيها القلب. وقال ابن مسعود: لا تَهُذُّوا القرآن هذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكنُّ هم أحدكم آخر السورة....
أين الثمرة؟
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد جربنا القراءة السريعة، وكان هم الواحد منا الانتهاء من ختم القرآن، بل وكان بعضنا يتنافس في عدد المرات التي يختمه فيها خاصة في رمضان، فأي استفادة حقيقية استفدناها من ذلك؟ وماذا غيّر فينا القرآن؟! إن القرآن باللسان فقط دون مشاركة العقل بالفهم، والقلب بالتأثر، كالنخالة كبيرة الحجم قليلة الفائدة. يقول علي بن أبي طالب -عليه السلام -: لا خير في قراءة ليس فيها تدبر. وقال الحسن البصري: كيف يرق قلبك وإنما همك آخر السورة؟! ويؤكد على هذا المعنى الآجري في كتابه «أخلاق حملة القرآن» فيقول: والقليل من الدرس للقرآن مع التفكر فيه وتدبره أحب إلي من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه، وظاهر القرآن يدل على ذلك، والسنة، وقول أئمة المسلمين. ولقد سئل مجاهد عن رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة قراءتهما واحدة وركوعهما, وجلوسهما... أيهما أفضل؟ قال: الذي قرأ البقرة، ثم قرأ "وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ" [الإسراء:106] (1). الحافز القوي: إن كان الهدف من قراءة القرآن هو تحصيل الحسنات فقط لبحثنا عن أعمال أخرى أكثر ثوابًا منه, ولا يستغرق أداؤها وقتًا طويلاً كالتسبيح مثلاً(2). ولكن أمر القرآن غير ذلك, فلقد أنزله الله ليكون وسيلة للهداية والتغيير, وما الأجر والثواب المترتب على قراءته إلا حافز يشحذ همة المسلم لكي يقبل على القرآن, فينتفع من خلال هذا الإقبال بالإيمان المتولد من الفهم والتأثر، فينصلح حاله ويقترب من ربه. ومثال ذلك: الأب الذي يُحفِّز ابنه على مذاكرة دروسه من خلال رصد الجوائز له يقينًا إن هدفه من خلال رصده لهذه الجوائز هو انتفاع ابنه بالمذاكرة، وليس مقصده مجرد جلوسه أمام الكتاب دون مذاكرة حقيقية. ولله المثل الأعلى، فلأنه سبحانه يحب عباده ويريد لهم الخير أنزل إليهم هذا الكتاب الذي يجمع بين الرسالة والمعجزة... ولكي يستمر تعاملهم معه ومن ثمَّ يستمر انتفاعهم بما يُحدثه هذا الكتاب من تغيير في داخلهم يدفعهم لسلوك طريق الهدى, كانت الحوافز الكثيرة التي تُرغّبهم وتحببهم في دوام الإقبال عليه، ومنها أن لهم بكل حرف يقرؤونه عشر حسنات. __________
(1) أخلاق حملة القرآن للآجري 83. (2) قال –صلى الله عليه وسلم- :«من قال سبحان الله وبحمده ، في يوم مائة مرة ، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» متفق عليه.
أيهما أحب إلى الله؟!
ولنسأل أنفسنا هذا السؤال: أيهما أحب إلى الله: أن نقرأ القرآن كثيرًا، بألسنتنا فقط دون تفهم لخطابه، ولا تجاوب معه، أم القراءة الهادئة المرتلة التي يفهم من خلالها القارئ مراد الله من خطابه ويتأثر به. أليس الأحب إلى الله هي الصورة الثانية، ومن ثمَّ يكون الأجر والثواب مصاحبًا لها أكثر وأكثر من الصورة الأولى؟! هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن القراءة الهادئة المرتلة بفهم وتأثر تزيد الإيمان، وتولد الطاقة والقوة الدافعة للقيام بالأعمال الصالحة، فيترتب على القيام بهذه الأعمال الأجر والثواب الكبير، وهذا لا يحدث مع القراءة السريعة... قراءة الحنجرة فقط.
يقول ابن القيم:
لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فقراءة آية بتفكر خير من ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن
| |
|