قد سمع الله قول التي تجدلك في زوجها

تزوجت خولة بنت ثلعب الخزرجية بأوس بن الصامت،وهي في ريعان
شبابها،وكانت جميلة الصورة رشيقة القوام،وعاشا معا عمرا طويلا، نعما
فيه بحياة رغيدة،ثم تقدمت بهما السنون،ولكن خولة ما زالت تحتفظ بشئ
من فتنتها وجمالها
وذات يوم بينما كانت تصلي.رآها زوجها تقف في أعتدل،وتركع في خشوع
وتسجد في رفق،فتاقت نفسه إليها.فلما سلمت داعبها في خف وطيش،فنفرت
فدهش لهذا التصرف،وغضب،وثارت ثائرته فقال لها..أنت علي كظهر أمي"
ولما سألت زوجها عما يعنيه بقولته،قال لها:"ما أظنك إلا حرمت علي."
وكان الظهار من أشد طلاق الجاهلية،فسقط في يدها،وحارت في أمرها...
فذهبت إلي رسول صلي الله عليه وسلم
تفضي إليه أهمها،علها تجد عنده مخرجا من مأزقها.وما كان للنبي صلي الله عليه وسلم
أن يقضي بأمره،فهو رسول الله،مرجعه الوحي،لذلك قال:"ما عندي في أمرك شئ."
فازدادت حسرتها،واشتد حزنها،وقالت:"يارسول الله ماذكر طلاقاًَََ!
وإنما هو أبوولدي،وأحب الناس إلي.""
فرد قوله صلوات الله عليه.....ماعندي في أمرك شئ."
فالتجأت إلي السميع المجيب،إلي من تسع رحمته كل شئ،إلي خالق السماوات
والأرض،الذي يجيب المضطرإذا دعاه يصرف السوء،ترجوه أن يزيل كربتها
وقالت:"أشكو إلي الله فاقتي وحزني:"
وبينما هي في حيرتها واضطرابها،ترفع وجهها إلي السماءمرة،وتخفض طرفها
نحو الرسول أخري،غشي النبي ماكان يغشاه حين نزول الوحي،ثم نطق لسانه
بالذكر الحكيم:

بسم الله الرحمن الرحيم
قد سمع الله قول التي تجدلك في زوجها وتشتكي إلي الله والله يسمع تحاوركما
إن الله سميع بصير*الذين يظهرون منكم من سآئهم ماهن أمهتهم إن إلا
الئ ولدنهم وإنهم ليقولون منكراًمن القول وزورا وإن الله لعفوغفور*والذين
يظهرون من نسآئهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبةمن قبل أن يتماسا
ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير*فمن لم يجد فصيام شهرين
متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا
ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكفرين عذاب أليم*
صدق الله العظيم

أرسل الرسول صلي الله عليه وسلم إلي أوس،فلما حضر إليه قال له:"ما حملك علي
ما صنعت؟"
قال:"إن الشيطان لعب بعقلي،وأضاع صوابي،فهل من وسيلة استرجع بها زوجتي؟".
قال الرسول:"نعم.وقرأ عليه قول الله تعالي..."
ثم قال له الرسول:"هل تستطيع عتق رقبة؟."
فقال أوس:"لا والله:"
فقال:"تستطيع الصوم؟:
فقال:"لا والله لولاأني آكل في اليوم مرة أو مرتين لكل بصري
ولطننت أني أموت."
فقال له:"هل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟".
فقال:"لا،إلا أن تعينني منك بصدقة."
فأعانه الرسول الله حتي استطاع ان يطعم ستين مسكينا
وبذلك صارت خولةحلالا له.وبهذا جعل الله للمسلمين وسيلة للتحلل
من هذه العادة الجاهلية.
ومما يروي أن سيدنا عمر بن خطاب كان سائر بعد أن أصبح خليفة المسلمين
ومعه غلامهزاستوقفته خولة وكانت قد بلغت من الكبر عتيا.وأخذت تصرخ
في وجهه قائلة:"قد كنت بالأمس عميراً فأصبحت اليوم عمر وكنت بالأمس
عمر فأصبحت اليوم خليفة للمسلمين ،فاتق الله فيما ولاك ياعمــــــــــــــر
فبكي عمر عند سماعه قول المرأة.
فقال صاحبه:"مهلا يا أمة الله،لقد أبكيت خليفة رسول الله في الأرض:"
فقال عمر:"دعها يا صاحبي تقول إنها خولة بنت حكيم استمع الله