إنهم أصدقاؤنا زملاؤنا إخواننا أخواتنا .. وربما أبناؤنا
كثيرا مانجلِدهُم بقوّة دون أن نشعر
نعم
نجلدهم بنصائحنا وتوجيهاتنا
فكما يقال الناصح كالجلاد , وبقدر مهارة الجلاد في الجلد يبقي الألم
القصد هنا المهارة وليست القوة في الجلد , فالجلاد العنيف يضرب بقوة فيتألم المضروب وقت وقوع السوط ثم ما يلبث أن ينساها _ كذلك الناصح ليست العبرة بكثرة الكلام .. ولا طول النصيحة
وإنما بأسلوب الناصح .
فنحن البشر بطبيعتنا كثيرا ما نبدع في رؤية أخطاء الناس وملاحظتها .. وربما تنبيههم عليها
وقلما نبدع في رؤية إيجابيتهم والخير الذي عندهم
والأدهى من ذلك أن بعض الناس يظنون أنهم بلومهم الآخرين على أخطائهم _ التى ربما تكون لاترى إلا بالمجهر _ يظنون أنهم يتقربون منهم أكثر
لكن في الحقيقة ليس دائما من الذكاء أن نستطيع اللوم .. بل أن نتجنبه قدر الإمكان
ونسعى لإصلاح الآخرين ونصحهم بأساليب لاتجرح .. ولاتحرج
لذلك نحتاج في بعض الأمور إلى أن نتعامى خاصة في الأشياء الدنيوية المتناسبة
ليس الغبي بسيّد في قومه *** لكن سيّد قومه المتغابي
وإذا لم تقتنع بما أسلفت فلكَ أن تضع نفسك مكانهم
اجـلدني ولكن ...[ برفق ]
ألم يحدث يوما أن شغلك الآخرون بكثرة نصائحهم وملاحظاتهم , حتى يوصلوك إلى مرحلة الملل والإستثقال
وبالأخص إذا كانت هذه النصائح والملاحظات مبنية على آراء و أمزجة شخصية
ألا تعتبر هذا النصح واللوم سهما حاداً يوجّه إليك .. وخاصة إذا كان ذلك أمام الملأ
ورحم الله الشافعي حين قال :
تعمدني بنصحك في انفرادى *** وجنّبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس *** نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه