شكرا لهذه الغلطة التي جعلتني أعرفك
شكرا لهذه الغلطة التي أضاءت طريقي نحو حياتي
شكرا لهذه الغلطة التي منذ أن أحدثتها قد أنارت دربي
وأشعلت نور ظلماتي
و أخبرتني بان من أحداث الماضي أصنع المستقبل بشكل أجمل
المستقبل الذي فيه أنظر إلى عينيها التي كلما نظرت إليهما تهت وضعت فيهما
اللتان أخذتا من لون البحر عنوانا
الذي فيه المس شعرها لأتوه في ظلمات الليل ولكن بأجمل قمر فيه
الذي فيه انظر إلى شفتيها فأذوب في حرقت لهيبهما
الذي فيه انظر إلى بشرتها وارى آثار لهيب الشمس عليهما
ولكن السؤال الدائر في أفكاري:
هو هل لهذا المستقبل من مجيء؟
أجيبوني واخبروني يا من كنتم عشاقا وتعشقون
يا من أحرقتكم وآلمتكم نيران الحب
هل للحب هناء و حلاوة واطمئنان
أم أن للحب حسابات أخرى
تهت في حبها ولم استطع العثور على مخرج يحررني منها
يحررني من سيطرتها على قلبي وفكري
فكل عباراتي وكلامي وحناني أصبح ملكا لها
عيناي لم تعد ترى سواها
وانفي لم يعد يستنشق إلا رحيق عطرها
وأذناي لم يعودا يسمعان إلا صوتها
وقلبي لم يعد ينبض إلا لها
فلماذا أخذتي مني كل شيء
ولم تتركي لي ما يخلصني منك
ومن سيطرتك التي دائما تعذبني وتبكيني
وأنا رجل عربي..
أعيش في مجتمع لا يسمح للرجل فيه أن يبكي لامرأة آسرة القلوب
مجتمع يرفض أن يصبح الرجل فيه أسيرا لدى النساء
أي امرأة أنت جعلتني رجل لا قيمة له
أي امرأة أنت جعلتني اختبئ من جميع البشر إلا أنت
أي امرأة أنت جعلتني أقول لا شيء قيمة له بعدك أنت
أي امرأة أنت جعلتني أدور العالم
وابكي كالصبيان الصغار
و إصبعي لا يفارق فمي تحسرا على حبك
أي امرأة أنت لم تترك لي شيء اثبت به رجولتي
أي امرأة أنت جعلتني انظر إلى السماء
واجعلها تمطر من دموعي
وأقول يا الله .. يارب العباد و يارب كل النساء
و يارب كل ما في الحياة
هل هذه طبيعة الرجال عندما يحبون برقة وصدق؟
أم أنا من دخل في طرقات الضعف والاستسلام
أيتها المرأة ارحميني
ولتتركي هذه الغلطة الجميلة
ولتأخذي سيطرتك عني
وتعيدي لي ما أخذته مني
حتى استطيع العيش بين الرجال
أرجوك .. أرجوك .. أرجوك
يا حبيبتي
يا صاحبة أجمل غلطة في حياتي .