تختار العديد من النساء الحوامل تحمل الكحة والسعال والأوجاع المصاحبة لنزلات البرد، ويتجنبن معالجة تلك الأعراض بالطرق الطبية· والسبب في ذلك يعود إلى خوفهن من فكرة إيذاء وتأثر صحة الجنين، فهن غير واثقات تماما من سلامة أو خطر بعض العقاقير والاستطبابات على صحة ونمو الجنين في أحشائهن· وبما أن فصل البرد قد حل، فإن من المهم جدا أن تحرص الأم الحامل على تجنب الإصابة بنزلات البرد قدر المستطاع، وأن تهتم بالعلاج الصحيح في حال إصابتها بالنزلة·
وعلى هذا علقت الدكتورة جوليا كارتر، اختصاصية طب الأسرة، بقولها أنه بالرغم من أن هناك عددا من العقاقير التي لا يسمح للحامل بتناولها، لكن ذلك لا يعني أنها كلها ضارة·
للأيام الحرجه
ومن هذا المنطلق، كان لابد من إلقاء الضوء على بعض الإرشادات الفعالة والآمنة لعلاج الكحة أو الزكام، خلال فترة الحمل الحرجة:
*علاج سيلان الأنف:يمكنك اللجوء إلى قطرات الأنف المكونة من الماء المالح، وذلك للتخلص من المادة المخاطية التي قد تملأ فتحة الأنف· وقد أكدت الدكتورة جوليا على أن هناك محاليل تستخدم كقطرات أنف طبية آمنة ولا تضر الحامل أو جنينها، مثل (سالينكس)· لكن إن كنت لا تثقين بذلك، وتفضلين الطرق الطبيعية، فبإمكانك تحضير محلولك الخاص بالطريقة المنزلية التالية: أضيفي ملعقة (أو نصف ملعقة) شاي صغيرة من الملح إلى ثمانية أونصات من الماء، ومن ثم أضيفي نصف ملعقة من بايكربونات الصودا إلى المحلول السابق· وأشارت الدكتورة جوليا إلى ضرورة أن يكون مذاق المحلول (مشابها لدموع العين·)· وهذا يعني ألا يكون المحلول مالحا جدا حتى لا يسبب تهيجا للأنف· ومن ثم ضعي المحلول في زجاجة خاصة بالرش، أو في قطارة، وضعي عدة قطرات من المحلول في كل فتحة أنف كل ساعة أو ما شابه·
؟ الحمى والألم:يذكر أن الحامل لا توصى بتناول العقاقير السائلة الخاصة بعلاج الكحة لأنه وبكل بساطة، لم تجر أبحاث كافية ووافية للتأكد من أثارها· أما في حالات الحمى والألم، فقد أشارت الدراسات إلى أن الأدوية التي تحتوي على الأسيتامينوفين، مثل عقار تايلينول، تعتبر من الأدوية غير الضارة على الحامل، والتي تسكن الآلام وتعالج ارتفاع درجات الحرارة والحمى· علاوة على ذلك فقد ذكر أن بعض الأدوية المضادة للالتهاب، مثل الأسبرين والايبوبروفين، لا يضران الحامل وجنينها خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، لكن لا ينصح بها خلال الأشهر الأخيرة من الحمل حيث أنها قد تسبب انسداد الأوعية الدموية الجنينية مما يؤدي إلى حدوث تعقيدات ومضاعفات أثناء عملية الولادة·
؟ أدوية الأعشاب:أشارت الدكتورة جوليا إلى حقيقة قد لا يعرفها الجميع عن الأعشاب، بقولها: ''الاعتقاد الخاطئ والمنتشر بين الجميع، هو أن العلاج بالأعشاب يعتبر من الطرق الآمنة لعلاج المرأة الحامل· وتبريرهم لذلك يتمثل في أن مصدر تلك الأعشاب نباتي، لكن هذا ليس صحيحا في كل الأوقات·'' واستطردت قائلة: ''وهناك الكثير من أدوية الأعشاب التي لا يجب أن تتناولها المرأة الحامل لأننا لا نعرف بالضبط إذا ما كانت آمنة أم لا''·
صيدلية الطبيعة
وفي الواقع لم تجر بحوث علمية طبية كافية ومقنعة حتى الآن على مكونات وتأثير العديد من أدوية الأعشاب، ولذلك لا يمكن التكهن بأثرها على كل من الحامل والجنين، مما يعني أنها مثل العقاقير الطبية التي تتجنبها الحامل، ويتجنب الطبيب وصفها لها لقلة البحوث التي أجريت عليها·
قد تحصلين على الراحة والتسكين من إحدى البدائل الطبيعية التي توجد في كل منزل· وما يلي ذكر لبعض تلك البدائل واستخداماتها، ونتائج البحوث التي أثبتت فعاليتها في علاج أعراض نزلات البرد والزكام:
؟ الثوم: أشارت نتائج الدراسة التي أجراها الدكتور جيمز نورث، من جامعة بريغهام يانغ الكندية، إلى أن للثوم قدرة عجيبة على منع الشخص من التقاط عدوى فيروسات البرد والأنفلونزا· وذكر البحث أن بإمكان الثوم القضاء على فيروس الزكام الذي يصاب به البشر· ومن ناحيته، أكد الدكتور أندرو ويل، مؤلف كتاب (صحة طبيعية، ودواء طبيعي)، على أنه يتفق مع ما توصل إليه الدكتور جيمز، وعلق على الأمر بقوله: ''أعتقد أن أفضل علاج منزلي للقضاء على نزلات البرد، هو تناول عدة فصوص من الثوم غير المطبوخ أول ما تظهر عليك أعراض البرد· وما عليك سوى تقشيرها وغسلها ومن ثم بلعها· وأنا أنصح بعدد من فصوص الثوم لا يقل عن اثنين يوميا''·
؟ البصل: يشير مايكل موراي، مؤلف كتاب موسوعة الدواء الطبيعي، إلى أن البصل مفيد جدا في التخفيف من الكحة والسعال· كما يذكر في كتابه طريقة عمل شراب البصل لعلاج السعال المصاحب لنزلات البرد، وهي كالتالي حسب وصفه: (قومي بسلق ست حبات من البصل المقطع في ماء مغلي، وأضيفي له ما يعادل نصف كوب من العسل· ومن المهم أن ننتظر حتى يستوي تماما، أي نضعه على نار متوسطة بعد أن يبدأ الماء بالغليان، وننتظر حوالي ساعتين قبل أن نشربه· كما يجب التذكير بضرورة شربه على فترات متساوية المدة، ويفضل أن يكون دافئا)· أما إذا كنت غير قادر على تحضير هذه الوصفة، فإنه يمكنك وبكل بساطة تناول حبة بصل كبيرة، ويفضل البصل الإسباني، وذلك قبل أن تخلد إلى النوم· ولا يهم إذا ما كانت البصلة مشوية أو نيئة، لكنك لا شك ستشعر بتحسن كبير وملحوظ في صباح اليوم التالي، فقد ذكر أن كلا من البصل والثوم يحتويان على مواد مضادة للبكتيريا والجراثيم·
؟ والعسل شفاء: أكد الدكتور دي· سي جارفيز، مؤلف كتاب الطب الفولكلوري، على أن ''العسل الطبيعي، وغير المبستر يساعد على تلطيف وتسكين الحلق المتقرح، ويخفف كذلك من السعال المؤذي''· وينصح جارفيز بتناول ما يعادل ملعقة عسل أو اثنتين حسب الحاجة، أو يمكن خلطه مع عصير فاكهة من أي نوع، أو مع شاي أعشاب، أو ماء نقي· وهناك معلومة مهمة جدا يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي أنه لا يجب تقديم العسل للأطفال الذين لم يتجاوزوا العام الأول من حياتهم، وذلك لأنه قد لا يكون بمقدورهم هضمه·
؟ الزنجبيل: ذكر أن الزنجبيل يعد من أهم وأقوى الأطعمة القادرة على محاربة نزلات البرد والأنفلونزا، وذلك لأنه ثبت أنه يحتوي على مواد قوية تهاجم وتقضي على فيروسات الأنفلونزا· ومن أكثر الطرق فعالية في ذلك، هو تناول الزنجبيل الطازج غير المطبوخ، كما هو الحال مع الثوم، أو يمكنك شرب كوب من شاي الزنجبيل القوي· ومن أجل تحضير شاي زنجبيل قوي المفعول، فإنه ينصح بتقشير ما يعادل نصف كوب من جذور الزنجبيل الطازج، ومن ثم وضعها في حاوية زجاجية وإضافة كوبين من الماء المغلي· وما عليك سوى تركها تنقع جيدا لمدة لا تقل عن عشر أو خمس عشرة دقيقة· ثم أضف عصير ليمونة واحدة إلى الخليط السابق أو (ملعقتي طعام من العسل الطبيعي)· وقم بشربه على عدة فترات طوال اليوم·
كلمة أخيرة
احرصي دائما على مناقشة طبيبتك المختصة قبل الإقدام على تناول أي نوع من الأدوية والعقاقير خلال فترة الحمل· وإذا ما استمرت لديك أعراض الحمى والزكام لأكثر من يومين أو ثلاثة، فلا بد من استشارة الطبيبة وطلب نصحها، والتقيد بالعلاج الذي ستصفه لك·